المنتديات الرسمية لآبناء و بنات شندي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنتديات الرسمية لآبناء و بنات شندي

منتدي اجتماعي ثقافي رياضي فني يجمع ابناء و بنات شندي


    الشاعر نزار قباني

    تصويت

    مارأيك في هذا الموضع؟

    [ 1 ]
     الشاعر نزار قباني I_vote_rcap50% الشاعر نزار قباني I_vote_lcap [50%] 
    [ 1 ]
     الشاعر نزار قباني I_vote_rcap50% الشاعر نزار قباني I_vote_lcap [50%] 
    [ 0 ]
     الشاعر نزار قباني I_vote_rcap0% الشاعر نزار قباني I_vote_lcap [0%] 

    مجموع عدد الأصوات: 2
    avatar
    omardonger


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 27/08/2010

     الشاعر نزار قباني Empty الشاعر نزار قباني

    مُساهمة  omardonger الجمعة أغسطس 27, 2010 6:52 pm

    بعد زيارته الأولى للسودان عام 1968م، وعودته إلى بيروت قال لإذاعة مونت كارلو أنه بعد لقائه بالشعب السوداني والحفاوة التي قوبل بها لدرجة تسلق العديد من الناس الأشجار ليتمكنوا من سماعه ، ظل يبكي طوال الليل لأنه لم يكن يصدق أن هنالك من يقدره مثل هذا التقدير مما زاد من مسئوليته تجاه الشعوب العربية.

    في زيارته الثانية للسودان عام 1970م. عدت إلى تسجيل للليلة التي أقامها بنادي قوات الشعب المسلحة "شارع النيل" حيث قال ما يأتي في مقدمة الليلة:

    "منذ سنتين أتيت إلى السودان حاملاً حقائب الشعر والحب ، وبعد أن ودعته وفتحت حقائبي في بيروت اكتشفت ألف عريشة عنب داخل ثيابي واكتشفت على ضفاف فمي ألف ينبوع ماء وألف سنبلة قمح. حين عدت من السودان منذ سنتين لم يعرفني الناس،كان جسدي قد تحول إلى غابة وكلماتي إلى أغصان وحروفي إلى عصافير.

    جميع من كلمتهم عن زيارتي الأولى للسودان تصوروا أنكم أطعمتموني عشباًً إفريقياً خاصاً وسحرتموني، وأنكم بمياه النيلين الأبيض والأزرق عمّدتموني، وأن كهّانكم بالمسك والزعفران قد مسحوني. والواقع إن شيئاً من هذا قد حدث. والسحر السوداني الذي حاولت أن أنكره في بادئ الأمر بدأ يتفاعل في جسمي وينتشر كبقعة الحبر الكبيرة على وجهي ووجه دفاتري. وهاأنذا أعود مرة ثانية إلى السودان بشراسة مدمن مهزوم الإرادة يعود إلى كبريته وعلبة سجائره، وبشوق مسحور يعود إلى مغارة ساحره.
    إنني أعود لآخذ جرعة ثانية من هذا الحب السوداني اللاذع الذي حارت به كتب العرّافين ودكاكين العطارين. إنني أعرف عن الحب كثيراً ، سافرت معه وأكلت معه وشربت معه وغرقت معه وانتحرت معه، ونمت عشرين عاماً على ذراعيه، ولكن الحب السوداني قلب جميع مخططاتي عن الحب وأحرق جميع قواميسي.

    يسمونني في كل مكان شاعر الحب ، ولكنني هنا أشعر أنني أسقط في الحب للمرة الأولى، فالسودان بحر من العشق أغرق جميع مراكبي وأسر جميع بحّارتي. العشق السوداني يحاصرني من كل جانب كما يحاصر الكحل العين السوداء فأستسلم له وأبكي على صدره وأعتذر له عن صلفي وغروري.

    هذا عن العشق فماذا عن الشعر؟ في المرة الماضية اكتشفت أن السودان يسبح في الشعر كما تسبح السمكة في الماء وأن السودان بغير الشعر كيان افتراضي ووجود غير قابل للوجود. ثمة بلاد تعيش على هامش الشعر وتتزين به كديكور خارجي، أما السودان فموجود في داخل الشعر كما السيف موجود في غمده وملتصق ومتغلغل فيه كما السكر متغلغل في شرايين العنقود. صعب على السودان أن ينفصل عن الشعر كما صعب على الشفة أن تنفصل عن إغراء القبلة. إنّ قدره أن يبقى مسافراً نحو الشعر وفي الشعر إلى ما شاء الله.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 6:55 am